بغض النظر عن كونى غير معجبة جدا بشخص الأستاذ مرتضى منصور ,, وبدون التمسك بفكرة أنه فلول أو ثورى ,, وبدون التأكيد على أنه من أنصار النظام السابق لما أظهره ورأيناه جميعا موثق على شرائط و مواد إعلامية على اليوتيوب ,, وبغض النظر عن سلاطة اللسان التى يمتاز بها بل ويحتكرها فى وصف من يختلف معه فى الفكر أو الإتجاهوبرغم أنى كنت من أشد المعجبين – وذلك عن جهل قانونى بالتأكيد – بفعل القاضى حين طرد مرتضى منصور من الجلسة لإفتعاله أكثر من مرة شغب بالجلسة ومقاطعته للقاضى والشهود ,, فعلا لا أنكر أنى أحسست برضى عندما تعامل القاضى مع السيد مرتضى منصور بهذه الطريقة أمام الجميع وحين قرر أن يضعه رهين الحبسخانة ,, بل بلغت بى السعادة أن أعلنتها على الجميع وكنت من أوائل من زف الخبر الذى لاقى إستقبالا أوضح ما يعنيه السيد مرتضى منصور لدى الجميع بدون إستثناء وبأن له فى قلب كل مصرى – ولن أكون مبالغة إذا قلت قلب كل مصرى فعلا – بغض شديد
وأستطيع أن أجزم ومن خلال الماضى المعلن للسيد مرتضى منصور والذى نعلمه جميعا أنه قادر وبتفوق على إفتعال الخلافات كما أنه يجيد المشاحنات وأعتقد أنه أثبت أنه إنسان لا يتسنى له العيش بدون نزاع مع هذا أو ذاك
ولكن وبرغم كل هذا – وحين تروح السكرة وتأتى الفكرة – أسأل نفسى وأتساءل ليجيبنى أهل العلم وأهل الخبرة
وأسئلتى
هل يحق للقاضى طرد المتهم من الجلسة ؟؟
هل يحق للقاضى حبس المتهم فى الحبسخانة بعيدا عن مجريات الجلسة ؟؟
هل يحق للقاضى حرمان المتهم من حق أصيل تنص عليه قواعد المحاكمات ألا وهو تواجد المتهم للتعقيب على الإتهام وكذلك الرد على شهادة الشهود حينما يتوجه اليه القاضى لمعرفة رأيه فيما قيل ؟؟
وبماذا يصنف وقت المحاكمة السارى والممتد بعد طرد المتهم ؟؟ هل يكون محض إضاعة وقت ؟؟
وهل الحكم - إذا فرض جدلا أن إستمرت المحاكمة حتى صدور حكم – هل الحكم يؤخذ به من الجهة القانونية ؟؟
قد يرد البعض ويقول هذا ما يحدث فى المحاكمات الغيابية ؟؟ كنت أعتقد أن المقارنة والقياس ممكن , غير أن أهل العلم أفادونى بغير ذلك .. فإن تكييف المحكمة لسير القضية حال تهرب المتهم يختلف عن حال إلقاء القبض عليه وإيداعه سجن الإحتياط وإمكانية بل ضرورة حضوره الجلسات
فقد قيل من بعض المختصين و الخبراء فى المحاماة أن موقف القاضى مسبوق ولم يكن له مثيل فى تاريخ نظر القضايا , كما أنه يحرم المتهم من حق أصيل له وهو التعقيب على التهم بالنفى أو الإيجاب والتعقيب على شهادة الشهود بالرفض أو التصديق ,, وأن حالة الطرد تعطى للمتهم فرصة أن يرجع على المحكمة بعدم المعقولية وبالتعسف أيضا وعليه يقبل بدون قيد أو شرط الطعن فى الحكم الذى يصدر عن المحكمة , ولا يقتصر الموقف على ذلك بل يعتبر هذا الوقت المستغرق منذ طرد المتهم وحتى الإنتهاء من القضية ككل وصدور الحكم كأنه لم يكن ويعد وقتا ضائعا وهذا تحديدا ما يضع علامات إستفهام وتعجب على هذا الموقف
الأكثر من ذلك ما يخلد فى ذهن المتهم من أن القضية تعتبر منتهية وأنها لابد وأن تنظر أمام قاض آخر ومحكمة أخرى وذلك من جراء فعل الطرد هذا
وبصراحة تامة , بعد أن سمعت هذا التحليل وهذا الرد المنطقى والمقبول من أحد أصحاب الخبرة زادت دهشتى ووقف السؤال على لسانى حائرا , لا يدرى أينطلق ويتوجه الى سيادة القاضى- مع الاحتفاظ بكافة الإحترام والتقدير - مستفسرا عن الأسباب !!! أم يكتم ويستحى من جهلى وغبائى الذى جعلنى أجاهر بفرح شديد وتأييد لطرد السيد مرتضى منصور فى مجرد لحظة شماتة فى هذا الرجل إعتقادا منى بأن هذا الموقف قد أوقفه عند حده
ولكن من ناحية أخرى - مرتضى منصور المحامى الجهبذ يفهم تماما معنى هذا الموقف , ويعى ويدرك ما يترتب عليه من إجراءات وتداعيات للموقف ,, وهذا ما جعل أسئلة كثيرة وتعجبات أشد تغيم على تفكيرى مستفسرة فى محاولة لإزاحة الستار عن جهل الموقف ومعرفة ما يجرى فى كواليس الأحداث , والسؤال فيما يفكر مرتضى منصور الآن ؟؟ وكيفية تقبله للحال وماذا يراد بالضبط أن يقال لنا كشعب مصر ؟؟
والسؤال الأهم الذى أود أن أعرف له إجابة ثابتة وواضحة وقوية , ماهى الرسالة التى يود البعض إرسالها لنا من جراء هذا الفعل ؟؟ أو ما المفروض أن نفهم ,, وكيف ينبغى لنا أن نتصرف ؟؟
ولا يفوتنا هنا أن نشير الى قضية هامة وهى أمية الكثير من رجال المحاماة – وخاصة المدعين الحق المدنى - بأحكام القضاء وما يترتب عليها من نتائج ,, وإلا لقامت الدنيا ولم تهدأ من وقت إصدار القاضى هذا القرار لكونه يعيق خطوات فى مسار الثورة – فى هذا الوقت الحرج من تاريخ أمتنا - وليست فقط فى قضية لشخص ما بالمصادفة أنه غير محبوب أو محقق للكراهية الشخصية ,, سوف يتعامل معها بتعطيلها لعدة شهور مثلا على أن يعاد نظرها بعد ذلك
سؤال طرحته على الجميع , رد على البعض من ذوى الخبرة والعلم ,, وبضمير الصحفى الإنسان كتبت هذه السطور وطرحت الموضوع وأرجو الإهتمام والتوضيح والتصحيح ...... مع كل الإحترام للقضاء والقضاة ومع كل الإعتراف بالجهل القضائى والحقوقى الذى أتمنى إزالته وإزاحة الستار عنه بإجابات واضحة ومواقف صريحة وجلية تقتل الشك باليقين وتبدد مخاوفنا الى واقع لا يوجد به قلق ولا إرتياب
0 التعليقات:
إرسال تعليق